olive Branch

المياه واللجوء: كيف غيّر مشروع البنية التحتية الحياة في شانلي أورفا

في ظل تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا، واجهت العديد من المدن، مثل شانلي أورفا، ضغوطًا غير مسبوقة على بنيتها التحتية. ومع تزايد عدد السكان، أصبح الحصول على المياه النظيفة تحديًا يوميًا لكل من المجتمعات المضيفة واللاجئين. انقطاع المياه أصبح واقعًا متكررًا، والمياه التي تصل إلى بعض المنازل كانت غير كافية أو غير صالحة لشرب، مما أثر على الحياة اليومية والصحة العامة.


لمواجهة هذه التحديات، أطلق الاتحاد الأوروبي من خلال الصندوق الاستئماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي استجابة للأزمة السورية  المعروف باسم صندوق “مدد” ، وبالتعاون مع البنك الأوروبي للاستثمار وبلدية شانلي أورفا ، مشروع مرفق المرونة البلدية (MRF)، وهو مبادرة تهدف إلى تحسين شبكة المياه وتحديث البنية التحتية، لضمان وصول المياه النظيفة إلى الجميع، وتعزيز قدرة المدينة على تلبية احتياجات سكانها المتزايدة.

Nahet Seğate Adna Menderes Resıdent

ناهد سخيطة، إحدى سكان أكجاكالي منذ أكثر من عقد، تتذكر تلك الأيام الصعبة قائلة: “لمدة أحد عشر عامًا، كنا نعيش مع انقطاع المياه المستمر. في الصيف، كانت المياه تأتي مرة كل ثلاثة أيام، وأحيانًا لا تأتي أبدًا.” لكن الأمور تحولت بعد تنفيذ المشروع: “الآن، المياه تتدفق دون انقطاع، ولم نعد نعيش في قلق مستمر حول توفرها.”

أما محمد توكتيمور، وهو موظف في إدارة المياه المحلية ŞUSKİ، فيتحدث عن التحول الجذري الذي أحدثه المشروع: “الشبكة القديمة كانت تعتمد على أنابيب الأسبستوس التي تجاوز عمرها 30 عامًا، وكانت الأعطال فيها لا تنتهي. الآن، بفضل التجديدات، نكاد لا نواجه أي أعطال، والبنية التحتية أصبحت أكثر موثوقية.”

Mehmet Toktimur Şuski Akçakale Staff

وفي حي عدنان مندريس، كانت مشكلة المياه تتفاقم بسبب عدم وصولها إلى الطوابق العليا، ما اضطر السكان إلى استخدام مضخات كهربائية مكلفة. لكن كما يروي حسن أيهان، رئيس الحي، “اليوم، تصل المياه إلى جميع المنازل دون الحاجة إلى أي مضخات، مما خفف الأعباء المالية عن السكان وجعل الحياة أكثر راحة.”

هذا المشروع لم يكن مجرد تحسين للبنية التحتية، بل كان نقطة تحول في حياة الناس. فقد تم تقليل هدر المياه بنسبة 50٪، وتحسين الصحة العامة (انخفاض في الأمراض المنقولة عبر المياه) ، وتعزيز التكافل بين المجتمعات المضيفة واللاجئة. لم يعد السكان يعيشون في خوف من نقص المياه، بل أصبحوا ينعمون بمصدر مستدام يضمن لهم حياة كريمة.

السفير توماس هنس أوسوفسكي، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى تركيا، شدد على أهمية هذا المشروع قائلاً: “هذه المبادرات لا توفر فقط الخدمات الأساسية، بل تعزز التماسك الاجتماعي بين المجتمعات وتدعم مستقبلًا أكثر استدامة للجميع.”

اليوم، بفضل هذا المشروع، يستفيد أكثر من ,000838 شخصا، بمن فيهم الأشخاص,000 165 الخاضعون للحماية المؤقتة، من إمدادات المياه الإضافية أو خدمات الصرف الصحي المحسنة التي تفي بمعايير الاتحاد الأوروبي. كما أوجد هذا المشروع 2400 فرصة عمل جديدة.وقد أصبح مشروع مرفق المرونة البلدية (MRF) نموذجًا يُحتذى به في التعاون الدولي والتخطيط المستدام.

 ويختتم عبد الغفور العجيلي، أحد سكان أكجاكالي، بوصفه  الشعور العام لدى الأهالي: “هذه ليست مجرد شبكة مياه، إنها شريان حياة.” 

واليوم، بينما تتدفق المياه في شانلي أورفا، فإنها تحمل معها الحياة، والكرامة، والأمل للجميع.

Leave a Comment